فضل صلاة الفجر وفوائدها الطبيه...

فضل صلاة الفجر وفوائدها الطبية

محمد عمر عبد الواحد خضر*
إن سكون العبد ساعات بالليل بعد حركة النهار المتواصلة مما يساعد على حياة المسلم وبقاء نمائه ونشاطه ليؤدي وظائفه التي خلقه الله من أجلها. ومن هذه الوظائف صلاة الفجر جماعة في المسجد ولهذه الصلاة فضائل عظيمة ومناقب جليلة؛ فمن فضائل صلاة الفجر أنها مشهودة من الملائكة. وأن من صلاها فهو في ذمة الله وجواره وأنها نجاة من النار.
خصص الفجر والعصر بهذا الفضل بسبب أنَّ وقت الفجر يكون عند النوم ولذَّته، ووقت العصر عند الاشتغال بأعمال النهار, ففي صلاتهما دليلٌ على خلوص النفس من الكسل ومحبتها للعبادة. ومن فضائل صلاة الفجر أنها سبب لدخول الجنان.
ومن فضائل صلاة الفجر أنها سبب للنور التام يوم القيامة وأن المحافظة عليها في جماعة أمان من النفاق.
وروى ابن حبان في صحيحة عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال : كنا إذا فقدنا الإنسان في صلاة الصبح والعشاء أسأنا به الظن.
ومن فضائل صلاة الفجر أنها سبب لرؤية الله ـ جلا وعلا ـ والتي شمر إليها المشمرون وتسابق إليها المتسابقون نسأل الله العظيم الكريم من فضله. يقول المناوي في فيض القدير:
"إنكم سترون ربكم" (يعني يوم القيامة) "كما ترون هذا القمر" رؤية محققة لا تشكون فيها ولا تجهدون في تحصيلها فمعنى التشبيه أن ذلك محقق بلا مشقة ولا خفاء فهو تشبيه للرؤية برؤية القمر ليلة تمامه في الوضوح.
قال العلماء: ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند ذكر الرؤية أن الصلاة أفضل الطاعات، وقد ثبت لهاتين الصلاتين من الفضل العظيم في المحافظة عليهما فناسب أن يجازي المحافظ عليهما بأفضل العطايا، وهو النظر إلى الله تعالى فهو أعظم مطلوب ولا شيء أعظم منه.
ومن فضائل صلاة الفجر أن من صلاها في جماعة تكتب له قيام ليلة كاملة.
ومن فضائل صلاة الفجر أن المحافظ عليها في جماعة من أطيب الناس عيشاً, وأنشطهم بدناً, وأنعمهم قلباً.
ومن فضائل صلاة الفجر أن ركعتين السنة الراتبة التي تؤدى قبل الفريضة خيرٌ من الدنيا وما فيها :ـ
روى أحمد في مسنده و مسلم وابن خزيمة وابن حبان كلٌ منهم في صحيحة وغيرهم عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ».
وقد روى ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال في الركعتين قبل الفجر هما أحب إلي من حمر النعم.
وفي مصنف ابن أبي شيبة عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال لا تدع ركعتي الفجر ولو طرقتك الخيل.
ومن فضائل صلاة الفجر ما أكده خبراء في جمعية أطباء القلب الأردنية أن أداء صلاة الفجر في موعدها المحدد يومياً خير وسيلة للوقاية والعلاج من أمراض القلب وتصلب الشرايين وأكدت الأبحاث العلمية الطبية أن مرض إحتشاء القلب وهو من أخطر الأمراض وتصلب الشرايين وانسداد الشريان التاجي سببها الرئيسي هو النوم الطويل لعدة ساعات سواء في النهار أو الليل وشددت النتائج الطبية على ضرورة الامتناع عن النوم طويلاً بحيث لا تزيد فترة النوم على أربع ساعات حيث يجب النهوض من النوم وأداء جهد حركي لمدة 15 دقيقة على الأقل وهو الأمر الذي يتوفر بالقيام لأداء صلاة الفجر بصورة يومية في الساعات الأولى من فجر كل يوم وجاء في الدراسة الطبية أن المسلم الذي يقطع نومه ليصلي الفجر في جماعة يحقق صيانة متقدمة وراقية لقلبه وشرايينه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وأصحابه أجمعين